الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

الكاتب ،، الوسيلة عبدالجليل

بسم الله الرحمن الرحيم............................. قليلا من شعراء هذا الزمان من  تجده يضع البلاغة في شعره وتخير اللفظ.البياني الذى ينسجم مع بدائع البلاغة و المجاز اللغوي ....   ....... .  الاستعارة .........طاب زيد نفسا - عم الرأس شيبا - وتصبب عرقا - وكرم أصلا - وحسن وجها - وقر عمرو عينا - واشباه ذلك مما تجد الفعل فيه منقولا عن الشيئ . ترى هذه الروعة التى تدخل على النفوس عند هذا الكلام
أن تريد تشبيه الشيئ ' فتدع أن تفصح بالتشبيه وتظهره ' وتجيئ إلى اسم المشبه به فتعيره المشبه وتجريه عليه . تريد أن تقول : رأيت رجلا هو كالأسد فى شحاعته وقوة بطشه سواء ) فتدع ذلك وتقول :( رأيت أسدا ) ......................وأما التمثيل ...............الذى يكون مجازا لمجئك به على حد الاستعارة فمثاله قولك للرجل يتردد فى الشيئ بين فعله وتركه : ( أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى ) . فالأصل فى هذا ؛ أراك فى ترددك كمن يقدم رجلا ويؤخر أخرى' ثم اختصر / الكلام ' وجعل كأنه يقدم الرجل ويؤخرها على الحقيقة ' كما كان الأصل فى قولك : رأيت أسدا ) ' رأيت  رجلا كالأسد ' ثم جعل كأنه الأسد على الحقيقة ...... وكذلك تقول للرجل يعمل فى غير معمل :( أراك تنفخ فى غير فحم ' وتخط على الماء ) ' فتجعله فى ظاهر الأمر كأنه ينفخ ويخط ' والمعنى على أنك فى فعلك كمن يفعل ذلك . وتقول للرجل يعمل الحيلة حتى / يميل صاحبه إلى قد كان يأباه ويمتنع عنه :( وماذال يفتل فى الذروة والغارب حتى بلغ منه ما أراد ) ' فتجعله بظاهر اللفظ كأنه كان منه فتل فى ذروة وغارب ' والمعنى على أنه لم يزل يرفق بصاحبه رفقا يشبه حاله فيه حال الرجل يجيئ إلى البعير الصعب فيحكه ويفتل الشعر فى ذروته وغاربه حتى يسكن ويستأنس ' وهو فى المعنى نظير قولهم ( فلان يقرد فلانا ) ' يعنى به أنه يتلطف له فعل الرجل ينزع القراد من البعير ليلذه ذلك ' فيسكن ويثبت فى مكانه حتى يتمكن من أخذه . وهكذا كل كلام رأيتهم قد نحوا فيه نحو التمثيل ' ثم لم يفصحوا بذلك ' وأخرجوا اللفظ مخرجه إذا لم يريدوا تمثيلا .ذهب الناس إلى إستحسان المعانى والمعانى مطروحة فى الطريق يعرفها العجمي والعربي والقروي وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ وسهولة المخرج ' وصحة الطبع وكثرة الماء وجودة السبك وإنما الشعر صياغة وضرب من التصور افضل الشعر بلفظه لا بمعناه وأنه إذا عدم الحسن في لفظه لم يستحق هذا الاسم بالحقيقة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق